أحيقار العصر:يا بُنِيَّ تواضع قليلا

Poem Info
Ahiqar of the time: Be humble and stop being arrogant, son.
1k words
0
19
00
Poem does not have any tags
Share this Poem

Font Size

Default Font Size

Font Spacing

Default Font Spacing

Font Face

Default Font Face

Reading Theme

Default Theme (White)
You need to Log In or Sign Up to have your customization saved in your Literotica profile.
PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

أحيقار العصر: يا بُنِيَّ تواضع قليلا وكفى غرورا

أوصاني أحيقار العصر قائلا:

بني
لست بحاجة للتشبه بأسد
أو صقر
أو غيرها من الحيوانات
فأنت أعلى المملكة الحيوانية ورئيسها
أنت إنسان
الأسد والصقر ليسوا شجعانا
إنما شجاعتهم كي يتغذوا ويأكلوا فقط
لا تشبه نفسك بمن أقل منك بسلم المملكة أنت إنسان
وكلمة إنسان كبيرة جدا في معانيها
ولا تنتفخ بألقاب السلاطين والأباطرة والقياصرة
فكلنا إنسان أنا وأنت وهو وهي وهم وهن ونحن وأنتم
لست أفضل منا ولا نحن أفضل منك
كلنا إنسان
وارفع نفسك فوق مستوى كفر ونجع وضيعة العُجْم
فأنت كما تقول مثقف
وأنت كما تقول مؤلف
وأنت كما تقول كاتب
فلا تدعم فكر الخيمة والدم والقتل
والحرق والضرب بالحجارة
وفكر جرائم الشرف والارهاب والاقصاء
وفكر اضطهاد المختلف بمعتقده أو لونه
أو جنسه أو فكره
بني
كن مثقفا حقا وكاتبا حقا
كن منارة تنوير وسكيولارية
ولا تكن صنم ظلامية وارهاب وبلطجة ورأسمالية وتهكير
ولا تكن وثن المخدرين والمحششين والمخمورين
لا تكن وثن البلطجية والارهابيين ومقدسهم
لا تكن داعما لهم ولا تكن منهم
ما دمت تقول أنك مثقف
ما دمت تقول أنك كاتب
ما دمت تقول أنك مبدع ومفكر
ففكر خارج الصندوق
بني
ارتق عنهم وبهم وكن منارتهم
التى توصلهم للحضارة الأوروأمريكية
والآسيوية وقيمها وحرياتها وحقوقها
ولا تكدرنا بصور ذوقك المافياوي والمرعب
فأنت تسعدك وكأنك لا تراها
لكنها تؤذينا ونحن من نراها
فليس الكل لديه سوداويتك
ولا تجامل الدهماء بعامية متدنية كعاميتهم
بل ارتق بكلامك حتى في نجواك مع شلتك
علمهم كيف يكون الإنسان الراقي المؤدب
ولا تفاخر علينا بصورة عضوك التناسلي
فلدى كل الرجال ولدينا مثله
لا فضل لك ولا لنا فيه
حتى إذا نام أو مرض لم يعد لديك فخر ولا عز
بل افتخر بشخصيتك وعبقريتك ومواهبك
بني
افتخر برومانسيتك وعاطفيتك ورقيك ورقتك
افتخر بسلميتك وباسيفيزمك وسكيولاريتك
افتخر بحبك للفنون والعلوم والآداب واللغات
افتخر بأثيسيزمك وبوليدايزمك وتسامحك
افتخر برفضك للارهاب والقتل والضرب
بني
افتخر برفضك للبلطجة والتهكير
افتخر بعقلك وقلمك ومواهبك
افتخر بطيبتك ورقيك وتسامحك
فهذه هي الأمور الخالدة الباقية معك ومن بعدك
بني
لا تفاخر علينا بعضلاتك فلست ثورا في ساقية
ولا مجالدا في حلبة رومانية
أنت إنسان
وإنسان يعني عقل وقلب وروح وليس مجرد جسد
لا النساء تحب عضلاتك ولا تحب صورة عضوك
النساء تريد من يحبها ومن يملك ذكاء وفكرا ورقيا ورقة
من يملك ثقافة وشخصية طيبة
وحينها ستجدها أما لك
وأختا وصديقة وحبيبة وجيرلفريند ومساكنة
لا يهم لديهن إن كان عضوك طويلا أم قصيرا
لا يهم لديهن إن كنت رياضيا أم لك كرش
لا يهم لديهن إن كنت أسدا أو صقرا أو هرا
إلا إن كانت قد فسدت فطرتها وبراءتها
كما فسدت فطرتك وبراءتك
بني
باختصار
لا تفعل كما يفعل شباب بلدك
لمجرد أنهم يفعلونه
لا تمش خلف أغلبية كفر ونجع وضيعة البهائم
فالأغلبية لا تعقل ولا تفهم عادة
بل امش خلف الأقلية دوما
امش خلف عقلك ونفسك وقلبك وروحك
ليس معنى أنك رجل أنه لزاما عليك أن تقلد رجال بلدك
فتتأسد أو تتصقر أو ترينا عضوك
أو تستعمل ألفاظ البلطجية والسوقة
بل كن فريدا وعد بنا إلى الزمن الجميل
بكلامك وكتاباتك وصورك وأفلامك وأفكارك
حتى ولو لم تعجب الأغلبية
وحتى لو لم تكن لديك شلة مطبلة كغيرك
أوصل رسالتك هذا كل ما عليك البلاغ
بني
بدل أن تتشدق علينا بضميرك
لتقمع الحرية الجنسية بالتراضي
بين أختك أو أمك أو أي امرأة وفتاة وحبيبها
أيقظ ضميرك ضد الارهابيين والقمعيين والسفاكين
والبلطجية والمهكرين والمحششين والمخدرين
والحاقدين والكارهين والنصابين والكذابين
واللصوص والاستغلاليين والغدارين
فأولئك الأحق بضميرك اليقظ
وأحكامك الصارمة يا دياننا
فالجنس متعددا أو مفردا للمرأة قبل الرجل
وللفتاة البكر قبل الفتى
ما دام ممزوجا بالحب والرضا وبلا مال
فهو ليس دنسا ولا نجسا ولا قذرا ولا جريمة
فلا تدس أنف ضميرك المزعوم في ما بين المرء وحبيبه
وابحث لك عمن تحبك أو يحبك وتحبه أو تحبها
وتشتهيها أو تشتهيه ويشتهيك أو تشتهيك
فالحب الممزوج بالجنس هو سر الخلود
وأس الوجود وأصل الحياة
وسبب الإنسان بماضيه وحاضره ومستقبله
بني
من حقي أن أنتقدك
ومن حقك أن تفعل ما تشاء
ومن حقك أن تنتقدني
ومن حقي أن أفعل ما أشاء
وكل منا يرجو أن يتوفق للصواب برأيه
هذه هي القاعدة الذهبية

وأكمل أحيقار العصر قائلا:

بني
ليس من حقك منعي من الكتابة والابداع
باشارة أو تلميح أو تصريح
ولا من حقي منعك من الكتابة والابداع
ولا من حقك منعي من انتقادك
ما لم أشتمك وأشخصن
ولا من حقي منعك من انتقادي
ما لم تشتمني أو تشخصن
ولو شتمتك أو شخصنت
أو شتمتني وشخصنت
فقد خرجنا عن أصول النقد إلى الحقد الشخصي
والضغينة غير الموضوعية
فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
فاحترمني كما أحترمك
وقدر كل إنسان حق قدره
ولا تعرفه منذ يومين ثم تقول له أدهشتني
أنك مثقف ولست جاهلا
أنك راق ولست متدنيا
أو تقول أنه يملى عليه ومأجور
لست صانعه ولا صانع نفسك
حتى يشكلك أو تشكله
حتى تعرفه حق المعرفة أو يعرفك
أو تقول له لا تكتب قصصا بعد اليوم
لا أنت ولا غيرك من سائر الناس يملك هذا الحق
فلا تكن وقحا ولا تنتفخ فوق ذاتك
بني
كن محترما أمام نفسك أولا
وضميرك الذي تستعمله لقمع الحرية الجنسية
والحريات كلها
أولى بك ثم أولى
أن تستعمله لقمع حقد نفسك وضغينتك
تجاه الآخرين
فصورتك قبيحة أمام نفسك أولا قبل غيرك
ولا تدعي الشفقة على حال أحد
لأنه برأيك ليس مثقفا إلا بالجنس
وهل الجنس قليل
ومن أين تعرفه وأنت لم تره حتى
ولا كلمته ولا أكلت معه عيشا وملحا
حتى تحكم يا دياننا بأنه ليس مثقفا إلا بالجنس
هل عشت معه يوما بيوم وليلا بليل
ونهارا بنهار وهو يلتهم الكتب
أو يتساءل ويملؤه الفضول ليتعلم ويعرف
بكل مجال قبل أن تولد يا ابن العشرين
هل أنت أبوه أو أمه أو أخوه أو صديقه المقرب
من أين عرفت إذن
ولا تقل لمن خالفك بفكره أو معتقده
إنك مريض نفسي أو أبله أو كذاب
فتلك الشتائم ترتد على ملقيها بمجرد أن يلقيها
لا تكن من الغوغاء ارتق
ولا تقل لو كانت ثقافتك بمجال غير الجنس
لم يكن حالك سيكون سيئا هكذا
هو راض بحاله وسعيد لا شأن لك
اهتم بحالك أنت
وماذا تعرف أنت عن حاله
يا من عرفته منذ دقائق
حتى تقرر أنه بحال جيدة أم سيئة
أم لأنه يكتب ما لا يوافق هواك المخدر البلطجي الارهابي
فتترك ما كتب وتشخصن معه
بني أفق من غيبوبتك الشرق أوسطية البائسة
وتعلم من العالم فالعالم أوسع
من قوقعتك الافتراضية هذه
ومن ظلامية عقلك وحقدك وضغينتك
التي تفوح منك ومن قلمك
أوروبا وآسيا سبقتك وتفوقت
أفق يا بني وتعلم وكفاك صلابة رقبة
إن هذه من حكم أحيقار العصر وحكمته
ومن امتلك الحكمة وعمل بها فقد امتلك ثروة الثروات
فإن توليتَ فلستُ عنك بمسؤول

Please rate this poem
The author would appreciate your feedback.
  • COMMENTS
Anonymous
Our Comments Policy is available in the Lit FAQ
Post as:
Anonymous
Share this Poem